هل الزهايمر مرض معدٍ؟ اكتشاف علمي يثير التساؤلات

هل يمكن أن ينتقل مرض الزهايمر عبر العدوى الطبية؟ تعرّف على أحدث الدراسات العلمية حول انتقال الزهايمر، وأسباب ظهوره المبكر لدى بعض الحالات، والمحاذير الطبية المهمة حول هذا المرض العصبي.

هل الزهايمر مرض معدٍ؟ اكتشاف علمي يثير التساؤلات
انتقال الزهايمر عبر حقن هرمون النمو: حقيقة علمية أم استثناء؟


الزهايمر: حالات انتقال نادرة عبر العدوى الطبية وتوضيحات علمية

في حالات نادرة للغاية، قد يحدث مرض الزهايمر نتيجة العدوى، وليس فقط بسبب العوامل الوراثية أو التقدم في العمر. نشرت مجلة Nature Medicine في 29 يناير تقريراً علمياً حول ظهور أعراض مبكرة لمرض الزهايمر لدى خمسة أشخاص تلقوا في مرحلة الطفولة أو المراهقة حقناً ملوثة بهرمون النمو، ما أثار نقاشاً واسعاً حول إمكانية انتقال الزهايمر عبر وسائل طبية.

على الرغم من هذه النتائج، شدّد العلماء على أن الزهايمر لا يُعد من الأمراض المعدية التي تنتقل بين الأفراد عبر الأنشطة اليومية أو التفاعل الطبيعي، بخلاف العدوى الفيروسية أو البكتيرية. وأوضح الباحث Carlo Condello من جامعة كاليفورنيا أن انتقال مرض الزهايمر بهذه الطريقة لا يمكن أن يحدث إلا من خلال ممارسات طبية قديمة أو غير آمنة، توقفت منذ عقود.

لفت العلماء أيضاً الانتباه إلى صغر سن الأشخاص الخمسة الذين ظهرت عليهم أعراض الزهايمر، حيث تراوحت أعمارهم بين 38 و55 عاماً. هذا مخالف للإحصاءات الشائعة التي تؤكد أن الزهايمر غالباً ما يظهر بعد سن الخامسة والستين، إذ يصيب واحداً من كل تسعة أشخاص في هذا العمر في الولايات المتحدة. ولهذا السبب اعتبر الأطباء أن ظهور الزهايمر في سن مبكرة أمر استثنائي يرتبط بعوامل أخرى، من بينها تحولات جينية خاصة.

كيف انتقل الزهايمر في هذه الحالات؟

أشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الخمسة جميعهم تلقوا هرمون النمو المستخرج في الثمانينيات من الغدد النخامية لأشخاص متوفين. بعد الخلط والتوزيع، تبين أن بعض الدُفعات كانت ملوثة بنسخ مشوهة من بروتين البريون، ما تسبب في إصابات عديدة بمرض Creutzfeldt Jakob العصبي النادر. واكتُشف لاحقاً أيضاً وجود معدلات مرتفعة من بروتين Amyloid-beta، وهو من العلامات الأساسية لمرض الزهايمر، في أدمغة بعض المرضى الذين توفوا نتيجة هذا العلاج. واعتبر العلماء أن وجود هذا البروتين قد يكون مؤشراً على انتقال الزهايمر عبر المواد الطبية الملوثة.

رغم اقتناع الباحثين بأن حقن Amyloid-beta في سن مبكرة قد يكون السبب الرئيسي في ظهور أعراض الزهايمر لدى هذه الحالات، إلا أنهم لم يتمكنوا من تأكيد أن هرمون النمو الملوث هو العامل الوحيد. فقد تلعب الحالة الصحية الأولية لهؤلاء المرضى، أو العلاجات الأخرى مثل العلاج الإشعاعي، دوراً إضافياً في تسريع أو تحفيز تطور مرض الزهايمر في أعمار أصغر من المعتاد.

حتى اليوم، يبقى الزهايمر من الأمراض غير المعدية ولا ينتقل بين البشر عبر المخالطة أو الروتين اليومي. الحالات المسجلة لانتقال الزهايمر عبر العدوى الطبية تعود إلى ممارسات توقفت منذ سنوات طويلة. ورغم أن الدراسات الأخيرة كشفت عن إمكانيات نادرة للغاية لانتقال الزهايمر عبر مواد طبية ملوثة، فإن هذا السيناريو استثنائي ويتطلب المزيد من الأبحاث للوصول إلى نتائج قاطعة.